في الثالث والعشرين من تشرين الأوّل/أكتوبر 2023، استضافت البعثة السويسرية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك طاولة مستديرة ركزت على دور المجتمع المدني السوري في عملية السلام في سوريا. وحضر هذا الاجتماع أعضاء من مجلس الأمن/الأمم المتحدة وعدة مشاركين من غرفة دعم المجتمع المدني، وسلّط الاجتماع الضوء على الدور المُتنامي الذي يلعبه المجتمع المدني في معالجة التحديات المعقدة التي تواجهها سوريا. ورحب المتحدث الرئيسي المبعوث الخاص السيد بيدرسن في كلمته بالمشاركين من غرفة دعم المجتمع المدني باعتبارهم شركاء مكتب المبعوث في سوريا في تعزيز الحل السياسي الدائم الذي يملكه ويقوده السوريون، مضيفًا أن الجهات الفاعلة في المجتمع المدني تُشكّل ركناً أساسياً في بناء عملية سياسية شاملة تلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين.
وقدّم ممثلو غرفة دعم المجتمع المدني موجزاً عن العمل الأساسي والمتنوع الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني السوري، والذي يمتد من الاستجابة الإنسانية الطارئة إلى معالجة القضايا المتعلقة بالصراع ومبادرات بناء السلام. وأكدوا على أهمية إعادة بناء الهوية الوطنية، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وتحسين الحوكمة في ظل بيئة تحُفّها التحديات وتتسم بالركود السياسي، والتواجد العسكري، وصعوبات التمويل. وأكدوا على الدور المحوري الذي تلعبه غرفة دعم المجتمع المدني في تعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة، وبناء الثقة، وتعزيز القدرات التعاونية.
وتفاعل أعضاء مجلس الأمن بنشاط مع ممثلي غرفة دعم المجتمع المدني ليستكشفوا معاً سبل دعم المصالحة المحلية في المناطق السورية الخاضعة للسيطرة من أطراف متنوعة، وليُناقشوا الحاجة الملحة إلى حل سياسي يتماشى مع قرار الأمم المتحدة رقم 2254. وأشار المشاركون إلى الدور الحاسم الذي تلعبه مبادرات التعافي المبكر في إعادة ربط المناطق المنقسمة وتعزيز الشمول. كما تطرقوا إلى أزمة حماية اللاجئين في لبنان وسبل دعم السوريين المتضررين من تدفقات اللاجئين الجديدة، مع التركيز على الظروف الملائمة للعودة الآمنة والكريمة.
وأكدت هذه المائدة المستديرة على أهمية المجتمع المدني في عملية السلام السورية والحاجة إلى دعم دولي مستدام لجهود المصالحة المحلية الشاملة.
يتم تمويل غرفة دعم المجتمع المدني التابعة لمكتب المبعوث من خلال مساهمات من سويسرا والاتحاد الأوروبي وألمانيا والدنمارك من خلال مبادرة دعم عملية السلام السورية (SPI).